فَإِيَّاكَ
وَالأَحْدَاثَ لاَ تَقْرَبَنَّهُمْ *** وَلاَ تُرْسِلَنَّ الطَرْفَ
فِيهِمْ وَقَيِّدِ
وَإِرْسَالُ
طَرْفٍ مِنْكَ لاَ تَحْقِرَنَّهُ *** فَفِي ضِمْنِهِ سَهْمٌ بِنَارٍ يُوقَدِ
*****
هذا تحذيرٌ وتأكيدٌ
آخر: «إِيَّاكَ وَالأَحْدَاثَ»؛ صغارُ السِّنِّ، هذه كلمَةُ تَحذيرٍ، «لاَ
تَقْرَبَنَّهُمْ»؛ ابتعد عن الأمْكِنَةِ التي يوجدون فِيها، فإن كانَ ولا
بُدَّ أن تأتي إلى التَّجمُّع الذي هم فيه، فعَليكَ بِغضِّ البَصر، مثل معلم
الصِّبيانِ ونحره، هذا لا بُدَّ أنه يجلِس معهم، ولكن عليه بِغضِّ البَصرِ.
إرسالُ النَّظرِ لا
تَحقرنَّه، لا تتهاون بالنَّظرِ إلى ما حرَّمَ الله؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم
أخبَرَ بأنَّه سَهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، سَهمٌ والسَّهمُ معروف أنه يقطعُ فَكيف
إذا كان مَسمومًا! فهذا أشَدُّ، فهذا مما يؤكدُ على المُسلِمِ أن يغُضَّ بَصرَه؛
لأن هذا أحفَظُ لفرجِهِ وأبعدُ له، ولأن النَّظرَ بِشهوة، يورثُ الشهوةَ في القلب
وينقل الصُّورةَ إلى المُخيِّلَة فلا يزال يتصوَّر ما رأى حتى يَفتِنه الشَّيطانُ
بمتابعته، فغَضُّ البصرِ فيه فوائد عظيمَة، فيه طهارَةٌ للقلب، ولهذا قال: «ذَلِكَ
أَزْكَى لَهُمْ»، غض البصَرِ أزْكَى، ففيه طهارةٌ للقَلبِ، ومن غَضَّ بَصرَه
للهِ عز وجل، جعل الله في قَلبهِ نُورًا يستضيءُ به وهو نورُ الإيمان.
والصوفية -قبحهم
الله- ينظرون إلى المرد، ويقولون: هذا من التفكر في خلق الله، ويحولونه إلى أنه
عبادة، وهو محرم بنص القرآن، يُزين لهم الشيطان ذلك.
*****
الصفحة 7 / 626