×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

ويحرُم بُهْتٌ واغْتيابٌ نَمِيْمَةٌ *** وإِفْشاءُ سِرٍّ ثُمَّ لَعْنٌ فقَيِّدِ

*****

أَصُـونُ عِرْضي بمالي لا أُدنِّسُـه *** لا باركَ اللهُ بعدَ العِـْرضِ بالمـالِ

أَحْتالُ للمالِ إن أَوْدى فأَجْمَعُه *** ولستُ للعِرْض إِنْ أَوْدى بِمُحْتالِ

إِذا ذهب العِرْضُ لا يمكن أَنَّك تُعوِّضه، فالعِرْضُ أَغْلى من المالِ، فالغِيْبةُ مُحرَّمةٌ بنصِّ القُرْآنِ، ﴿وَلَا يَغۡتَب [الحجرات: 12] هذا نهيٌ ﴿بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ [الحجرات: 12] الغِيْبةُ لعمومِ المسلمين مُحرَّمةٌ، فكيف إِذا كانتِ الغِيْبةُ للعلماءِ أَوْ لوُلاةِ الأُمور فهي أَشدُّ؛ لأَنَّها غِيْبةٌ، ولأَنَّها تُسبِّب شرًّا في المُجْتَمَعِ، بأَنْ ينفصلوا عن قادتِهم، وعن علمائِهم وتتفرَّق الكلمةُ، ويحصُل شرٌّ في المُجْتمَع.

البُهت: هو الكذب، وهو أن يُنسب إلى الإنسان ما ليس فيه، قال سبحانه: ﴿وَلَوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ [النور: 16] يعني حديث الإفك ﴿قُلۡتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبۡحَٰنَكَ هَٰذَا بُهۡتَٰنٌ عَظِيمٞ[النور: 16] والبهتان: هو الكذب، وهو مُحرَّمٌ بنصِّ القُرْآنِ الكريمِ.

والنَّميمةُ: هي الوِشايةُ بنَقْلِ الحديث بين النَّاس على وَجْه الإِفْساد، بأَنْ يذهبَ إِلى شخصٍ فيقول: إِنَّ فلانًا يقول فيك كذا وكذا، ثُمَّ يذهبَ إِلى الآخَر ويقول: إِنَّ فلانًا يقول فيك كذا وكذا، فينقل كلامُ النَّاس بعضِهم في بعض على وَجْه الإِفْساد والتَّفْريقِ بينهم، والنَّمِيمةُ مُحرَّمةٌ بنصِّ القُرْآنِ، قال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ [القلم: 10- 11]، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ»، وفي رِوايةٍ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ» ([1])، والقَتَّاتُ هو النَّمَّامُ، ومرَّ صلى الله عليه وسلم بقَبْرَيْنِ


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (6056).