×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وحَظْرَ الهِجَا والمَدْحِ بالزُّوْرِ والخَنَا *** وتَشْبِيهِ بالأَجْنَبيَّاتِ أَكِّدِ

ووَصْفُ الزِّنَا والخَمْرِ والمُرْدِ والنِّسَا *** القِيَانِ ونَوْحٌ للتَّسخُّط يُورِدِ

*****

هذه آفاتُ الشِّعْرِ والغِناءِ، إِذَا كان فيه هِجاءٌ: وهو ذمُّ الأَشْخاص وعيبُ الأَشْخاص، فهذا لا يجوز، خصوصًا إِذَا كانوا من المسلمين، فلا يجوز روايتُه، ولا يجوز إِنْشادُه؛ لأَنَّه مِن الغِيْبة، ومِن الفِتْنة.

«والمَدْحِ بالزُّورِ» يعني بالكَذِبِ، والإِطْراءِ، هذا ممنوع، أَمَّا المدحُ بالحقِّ فلا بَأْسَ، فالنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مُدح، مدَحه حَسَّانُ، ومدَحه كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ، ومدَحه شُعراءٌ ولمْ يُنْكِرْ عليهم؛ إِذْ كان المدحُ حقًّا، وإِنَّما المدح الجافي والغالي هو الممنوع.

«الخَنَا» هو الفساد بأَنْ يُمدحَ الفسادُ وشُرْبُ الخَمْرِ، هذا خنا لا يجوز.

«وتَشْبِيْهِ» بالنِّساءِ الأَجْنبيَّاتِ اللاَّتي يحصل بالتَّشْبيه بهنَّ فِتْنةٌ، هذا لا يجوز، هذا يسمُّونه بالعِشْقِ والمُجُونِ، هذا حرامٌ كما هو الآن في الأَغَاني والشِّعْرِ الذي يُلقى مِن الفنَّانين والفتَّانين.

الذي يشتمل على هذه الأُمورِ حرامٌ بالإِجْماع، وصْفُ الخَنا ووصْفُ الزِّنا، ووصْفُ المُرْدِ وهم الصِّبْيان، يُغْرِي بالفاحشة، ووصْفُ الخَمْرِ ومدحُ الخَمْر، هذا كلُّه لا يجوز في الإسلام.

«ونَوحٌ للتَّسخُّط» النِّياحة: بأَنْ يكونَ الشِّعْرُ يشتمل على النِّياحة، وتَعْدادُ محاسنِ الميِّت والتَّحسُّرُ عليه، فهذا لا يجوز، أَمَّا رِثاؤُهُ بما فيه مِن خيرٍ، وما فيه مِن علمٍ، والدُّعاءُ له فلا بَأْسَ بذلك، فالنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم رُثي، رَثَاهُ حَسَّانُ بعد موتِه، وكان الصَّحابةُ يَرْثُون موتاهم، ولكنَّه رِثاءٌ نزيهٌ ليس فيه نِياحةٌ، ولا تسخُّطٌ على القضاءِ والقَدَرِ.


الشرح