كَذَا
مَعْ سَخِيفٍ وَهْوَ مَنْ رَقَّ عَقْلُهُ *** وَمَعَ لاَعِبِ
الشَّطْرَنْجِ وَالنَّرْدِ وَاَلرَّدِ
ومُتَّهَمٍ
فِي دِينِهِ أَوْ بِعِرْضِهِ بِهِ *** أَفْتَى ابْنُ حَمْدَانَ فَتَابِعْهُ وَاقْتَدِ
*****
وَقولُهُ: «أو ذِي
الرِّيا» أيِ: الَّذِي يَتزَيَّنُ عِندَ النَّاسِ وهو سَيِّئٌ فِي الباطِنِ،
وهو ذُو الوَجْهَيْنِ هذا لا تُجالِسْهُ، كالَّذِي يَتمَلَّقُ، ويَمدَحُ،
ويَتظاهَرُ بِمَحبَّةِ الأخيارِ وَمَحبَّةِ الصَّالحِينَ، وهو يُبغِضُهُم فِي
الباطِنِ أو يَعْقِرُ فِيهِم فِي الباطِنِ. هذا لا تُجالِسْهُ؛ لِئَلاَّ يُصيبَكَ
مِنهُ شَيْءٌ، قالَ صلى الله عليه وسلم: «تَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا
الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ» ([1]) أو «الدَّنِي» فِي
عاداتِه وتَصرُّفاتِهِ، فلا تُجالِسْهُ أيضًا.
«كَذا مَع سَخِيفٍ» يَعْنِي: لا
تُجالِسِ السَّخِيفَ «وَهُو مَن رَقَّ عَقلُهُ».
كالَّذِينَ
يُزاوِلُونَ الألعابَ الدَّنِيئَةَ أو المُحَرَّمَةَ الَّذِينَ يَلعبُونَ الوَرقَ
أو يَلعَبُونَ النَّرْدَ وَالشَّطْرَنْج، فَلا تُجالِسْهُم؛ لأنَّها لَهْوٌ
ولَعِبٌ وَسفاهَةٌ، ولاَ تَلِيقُ بِمكارِمِ الأخلاقِ وَبِشهامَةِ الرِّجالِ؛ لأنَّ
الَّذِينَ يَلعبُونَ هَذِهِ الأشياءَ سُفهاءُ، والَّذِينَ يَسهَرُونَ عَلَيْها،
وَيَحصُلُ استِبابٌ بَينَهُم وَتَشاتُمٌ وكلامٌ قَبِيحٌ، وَقد يَترُكونَ صَلاةَ
الفَجْرِ بِسَببِ السَّهرِ، فإذا جالَسْتَهُم، وسَهِرْتَ مَعهُم أَصابكَ ما أَصابَهُم.
ولا تُجالِسِ المُتَّهَمَ فِي دِينِه أو مُتَّهَمًا بِعِرْضِهِ بالفسادِ؛ لأنَّكَ إذا جالستَهُ فَسينْزِلُ مَكانُكَ ومَقامُكَ عِندَ النَّاسِ. ولو مُجَرَّد تُهْمَة، كيفَ وقَد قِيلَ، ابتعد عن هَذِهِ الأُمورِ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6058).
الصفحة 7 / 626