وَجَزُّ وَقِيلِ الخَيْرُ حَفُّ شَوَارِبِ *** خِلاَفَ مَجُوسٍ مَعَ رَوَافِضُ مُرُد
*****
أنَّه منْ فِعلِ
ابْنِ عُمر رضي الله عنه اجْتِهادًا منْهُ، ولا يفعَلُهُ دَائمًا، وإنَّمَا
يفْعَلُه عند التَّحلُّلِ من النُّسُكِ، فالصَّحيحُ: أنه لا يَجوزُ أخْذُ ما زادَ
عن القَبضَةِ، بل تُتركُ اللِّحيَة على شَكلِها، وإن زادَت عن القَبضَة؛ لقَولِه
صلى الله عليه وسلم: «أَرْخُوا اللِّحَى»، «أَرْجُوا اللِّحَى»، «وَفِّرُوا
اللِّحَى»، «أَرْسِلُوا اللِّحَى»؛ هذه كلها ألفاظٌ تَدلُّ على أنَّه
لا يُتعرض للِّحْيَة، وأن ما ورد في أخْذِ الرَّسُول غَيرُ ثَابتٍ ولا حُجَّة
فيهِ، كما نَبَّه على ذلك الحفَّاظُ مِن أهْلِ العِلمِ.
أما الشَّاربُ، فإن السُّنَّةَ أن
لا يُتركَ يَطُولُ؛ لأنَّ هذا تَشبُّه بالكُفَّار، وأيضًا هذا يلزَمُ منهُ أنَّ
هَذه الشَّوارِب الطَّويلَة تَنغَمسُ في الشَّرابِ وَتقَذِّرُه، فالشَّارب يُحفُّ
بِمعنى أَنَّه يُنهَكُ بِالقَصِّ، ولا يُترك يطولُ، أما حَلقُ الشَّارب فهذا
مَكروهٌ؛ لأنه تَشويهٌ للوَجهِ، ولكن كثيرًا من النَّاس الآن عَكسُوا هذا، فصارُوا
يَحلقونَ اللِّحَى ويوفِّرونَ الشَّواربِ، وقَد أُمِروا بإعفاءِ اللِّحَى وحفِّ
الشَّواربِ، وهم صاروا بالعَكسِ والعِياذُ باللهِ، يحلِقُونَ اللِّحَى ويُوفِّرون
الشَّواربَ؛ لأن الشَّيطان يَأمرهُم بِمخالَفَة سُنَّة الرَّسولِ صلى الله عليه
وسلم.
فهذا مِن العَجبِ في
بني آدَمَ، أيُّهمَا أجْمَلُ: اللِّحيَة أو الشَّارِب؟
ما أحَدٌ يَقول: إن الشَّاربَ أجْملُ مِن اللِّحيَة أبدًا، بل الشَّاربُ يُشوِّه الوَجه، إذا طَالَ، وأمَّا اللِّحيَة فَهي تُجمِّل الوَجهَ، فهُم أخَذُوا ما فيه الجَمالُ، وأبْقَوا ما فيه التَّشويهُ، لا لِشيءٍ إلاَّ لأنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم أمرهُمْ بِحفِّ الشَّواربِ وإعْفاءِ اللِّحَى، فالشَّيطانُ حريصٌ على أن يُخالفُوا أمرَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فأطاعُوه وعَصَوا الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.
الصفحة 7 / 626