وَإِعْفَاءُ
اللِّحَى نَدْبٌ وَقِيل خُذْنَ مَا *** يَلِي الحَلْقَ مَعَ مَا
زَادَ عَنْ قَبْضَةِ اليَدِ
*****
«إِعْفَاءُ اللِّحَى»؛ تَركُها من غيرِ
تَعرُّضٍ لها واجِبٌ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أمر به، والأمرُ يقتَضي
الوجُوبَ، فقال: «أَعْفُوا اللِّحَى» ([1])، وقال: «أَرْسِلُوا
اللِّحَى» «أَكْرِمُوا اللِّحَى»، «وَفِّرُوا اللِّحَى» ([2]) «أَرْخُوا اللِّحَى» ([3])؛ كلها ألفاظٌ
صحِيحَةٌ تتعلَّقُ باللحيةِ، فالواجبُ تركُها على ما هي عليه من غَيرِ تَعرُّضٍ
لها، ومن غيرِ قَصٍّ، ومن غير نَتْفٍ، تُتركُ اللِّحيَة وتُعفى إعفاءً كاملاً؛
لأنها علامَةُ الرُّجولَة، وهي جمالٌ للرَّجلِ كما أن الله جَمَّل المرأةَ
بالذَّوائِبِ، جَمَّل الرِّجالَ باللِّحَى، فهي جمال للرجال.
وقوله: «وَقِيلَ
خُذْنَ مَا يَلِي الحَلْقَ مَعَ مَا زَادَ عَنْ قَبْضَةِ اليَدِ»؛ لأن ما
نَبتَ على الحَلقِ لَيسَ من اللِّحيَة، اللَّحيَة هي ما ينبت على الذَّقنِ، وعلى
العارِضينِ، هذا هو مُسمَّى اللِّحيَة، وأما ما يَنبُت على الحَلقِ فهو ليس من
اللِّحيَة فلك أن تأخُذَه.
وأما قوله: «اقْصُص مَا
زَادَ عَنْ قَبْضَةِ اليَدِ»؛ يعني مِن اللِّحْيَة وهذا قولٌ لبعْضِ
العُلماءِ، أنه يُقص من اللِّحيَة ما زاد عن قَبضَةِ اليَد، وفعله ابن عمر عند
تَحلُّلِه من الحَجِّ والعُمرَة.
ويُروى في هذا حَديثٌ ضعيفٌ، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يأخُذُ من لِحيَتِه من طولِهَا وعرْضِهَا، وهذا حديثٌ ضعيفٌ لا تَقومُ بهِ حُجَّة ([4])، والصَّحيحُ:
([1]) أخرجه: النسائي رقم (5046)، أحمد رقم (8560).