×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَحَفُّ الرِّجَالِ الوَجْهَ يُكْرَهُ مُطْلَقًا *** وَحَلْقُ القَفَا أَيْضًا عَلَى النَّصِّ فَأَشْهِدِ

*****

«الرَّابِع»: الوَصلُ: وهو أن تَصلَ المَرأةُ شَعرَها بشَعرٍ ليسَ مِنه، مما يوهِم أنَّ شَعرَها طَويلٌ أو أنَّه جَميلٌ، فتَأتي بِشعرٍ مُستعارٍ، تَصلهُ بِشعرِها، فقد لعَنَ النَّبي صلى الله عليه وسلم الواصلَةَ: وهِي التي تَصلُ الشَّعر بِشعرٍ غَيرِه، والمُستَوصِلَة: وهي التي تطْلُبُ ذَلك، والواجبُ أنْ تَترُك شعرَها على ما هو عليهِ ولا تُدلِّسهُ ولا تَتجمَّل بما ليس لها.

وألحقوا بذلك «البَروكَة» المَعروفَة اليَوم، ومنَ العَجيبِ أنَّ المَرأةَ التي منَّ اللهُ عليها بالشَّعرِ تَقصُّه؛ لأن الشيطان يُزين هذا للنِّساءِ، فالمرأةُ التي لها شعرٌ جميلٌ تقُصُّه وتُدرجُه، وبعضهُنَّ تَجعلُه كشعْرِ الرَّجلِ، أو كشعْرِ الكَافراتِ، أو تَصبِغُه بالميش، أو تُغيِّر لونَه الأصليَّ حتَّى يُصبح مثل لونِ الأعْجميَّاتِ والأمريكيات، هذا كله من العَبثِ، ومن تَغييرِ خَلقِ اللهِ سبحانه وتعالى.

المرأة تَترُك شَعرها الذي خلقهُ الله جَمالاً لها، تَتركُه عَلى خِلقَته وتَعتَني بهِ، بِغسلِه ودَهنِه وتَجميلِه وفَرقِه، أما أنها تَعبثُ به هذا العَبثَ فَهذا حرامٌ، وقد لعن النَّبي صلى الله عليه وسلم الواصِلَة والمُستَوصِلة ([1]).

يُكْرهُ للرَّجلِ حَفُّ الوجهِ: وهو إزَالَةُ شَعرِ الوَجهِ تَجمُّلاً؛ لأن الرَّجلَ مَطلوبٌ منه الخُشونَة والرُّجولَةُ، وكَذلكَ يُمنعُ الرَّجل من حَلقِ القَفا، هَذا هو القَزعُ.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (5940)، ومسلم رقم (2122).