×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَغَطِّ فَمًا وَاكْظِمْ تُصِبْ فِي تَثَاؤُبٍ *** فَذَلِكَ مَسْنُونٌ بِأَمْرِ المُرْشِدِ

*****

 أمَّا التَّثاؤبُ فإنَّه من الشَّيطانِ، وهُو يَدلُّ على الكَسلِ والخُمولِ، وهو غَيرُ مَرغوبٍ فيهِ، ولكن إذا اُبتُليتَ به فإنَّكَ تُغطِّي فَمَكَ ولا تَفتَحْه، وتَكظِمُهُ فَلا يكون لَه صَوتٌ؛ لأن بعْضَ الناسِ إذا جاءه التَّثاؤبُ يَظهرُ لَه صَوتٌ، حتى في الصَّلاةِ، وهذا مكرُوهٌ ولا يَنبَغِي. لأنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم أمرَ أنَّه يَكظِم صَوتَه، وأنَّه يُغطِّي فَمه فلا يَتركْ فَمه مَفتوحًا ولا يَرفَع صَوتَه في التَّثاؤبِ ([1])؛ لأنه يَظهرُ لبعضِ النَّاس أصْواتٌ في التَّثاؤبِ حتى في الصلاة، وهذا من عَدَم المَعرِفَة بِالآدابِ الشَّرعيَّة، وهذا يدلُّ أيضًا على عَدمِ الأدَبِ والحَياء؛ لأن الإنْسانَ يَستَحي أنَّه يَعمل هَذه الأعْمال في التَّثاؤبِ، وأما ما اعْتَاده العَوام من أنه إذا تَثاءَب يَقول: أَعوذُ بالله من الشَّيطانِ الرَّجيم، فهذا لا دَليلَ عَليهِ، وإنَّما يكظِمُ صَوته ويغَطِّي وَجهَه، هذا الذي وَرَدَ.

*****


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (6223).