×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

الطِّبُّ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ وَإِنْذَارُ مَنْ لاَحَ بِهِ الشَّيْبُ

وَمَكْرُوهٌ اسْتِئْمَانُنَا أَهْلَ ذِمَّةٍ *** لِإِحْرَازِ مَالٍ أَوْ لِقِسْمَتِهِ أَشْهِدِ

*****

العِلاجُ والتَّداوي هَل هو وَاجبٌ أو مُباحٌ، وأنواع الدَّواءِ وما يُباح منها، كُلُّ هذا في هَذا البَابِ.

اللهُ سبحانه وتعالى حَذَّرنا مِن الكُفَّار وأنهم أعْداءٌ لَنا، وأنهم دَائمًا يَسعون فِي مَضَرَّة المُسلِمينَ، فهذا يُوجبُ الحَذر مِنهم، والحَيطَةَ مِن شَرِّهم، وعدمَ الثِّقةِ بِهم.

وأهلُ الذِّمَّة: المُرادُ بهم الذينَ تُؤخذُ مِنهمُ الجِزيَة كاليَهودِ والنَّصارى والمَجوسِ، هَؤلاء تؤخذُ منهم الجِزيَة ويُقرُّون عَلى دِينهم بِشرْطِ أن يَخضَعوا لِحكْمِ الإسْلامِ، ومع كَونِهم أهْلَ ذِمَّة لا نأمَنُهُم ولا نُوَلِّيهم شُئوننا الخَاصَّة، قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ [آل عمران: 118]، من دُونِكم: يعني مِن غَيرِكم، من غَيرِ المُسلمِينَ: ﴿لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا؛ دائمًا يُريدُونَ لنا الضَّررَ.

فإذا مَكَّنَّاهُم من شُؤوننا تمكَّنُوا من الإضْرَار بنا، فلا يكُونونَ بطَانَةً للمُسلمين في شُئونِهم الخَاصَّة ويفضون إليهِم بِأسرارِهم ويَطَّلِعُون على أمورِ المُسلِمينَ؛ لأنهم خَونةٌ، ثُمَّ قال جل وعلا: ﴿وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ، ما عنتم: يَعني مَا يُتعِبُكم فَهُم يوَدُّون دائمًا ويَفرحُون بما يُتعِب المُسلِمين، ثم قالَ جل وعلا: ﴿قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ؛ فهُم دَائمًا يتكَلَّمونَ بِتنَقُّصِ المُسلِمين، وتَنقُّصِ الإسْلام والتِمَاسِ العُيوبِ: ﴿قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ، يعني: من كَلامِهِم وَما يَنطِقُونَ به: ﴿وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ


الشرح