وَمَا
النَّاسُ إلاَّ مَيِّتٌ وَمُؤَخَّرٌ *** فَعِلْمُ الذِي قَدْ مَاتَ
نِصْفٌ لَهْ اقْصُدِ
فَبَادِرْ
إِلَى عِلْمِ الفَرَائِضِ إِنَّهُ *** لَأَوَّلُ عِلْمٍ دَارِسٍ وَمُفْقَدِ
فَفِي
نُصْبِ أَحْكَامِ التَّوَارُثِ حِكْمَةٌ *** تَدُلُّ عَلَى
الإِحْكَامِ كُلَّ مُرْشَدِ
*****
نِصفُ العِلمِ؛ لأن العِلمَ يتعَلَّق بالحَياةِ
ويتعلقُ بالأمواتِ، فالذي يتعلَّق بالأمْواتِ هو علم المَواريثِ فهو نِصف العِلم،
فهو علمٌ عظيمٌ مهمٌّ جِدًّا، وإن كان فيه صُعوبةٌ، ولكن مع المِرانِ ومع الحفْظِ
ومع المُذاكَرة يَسهُل بإذن الله.
هذا وَجهُ قَولِ
الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ عِلْمَ الْفَرَائِض نِصْفُ الْعِلْمِ»
([1])؛ لأنَّ النَّاس بين
حَياةٍ ومَوتٍ، الحَياةُ لها أحْكامٌ والمَوتُ له أحكامٌ، فصارَت الفَرائِض من
العلْمِ الذي يتعلَّقُ بالأمواتِ فهي نِصفُ العِلم، وهذا يدُلُّ على أهمِّيَّةِ
هذا الفَنِّ، والعِنايَة بِهِ.
«فَبَادِرْ إِلَى
عِلْمِ الفَرَائِضِ»؛ يعني تَعلَّمْه وبَادرْ إلَيه، ولا تُؤجِّل تَعلُّمهُ،
بل بَادرْ إليه مهما أمكنَ؛ لأنه أولُ عِلم يُفقَد، إذا لَم يُعتنَ به ويُتعلم
فإنَّه يُفقد، وإذا فُقد حصل الضَّررُ على المُسلمين، وضَاعت مَواريثُهم.
وقوله: «لَأَوَّلُ
عِلْمٍ دَارِسٍ»؛ يعني أوَّلُ عِلمٍ يُنسَى ويفقَد، كما أخبر النبي صلى الله
عليه وسلم.
في قِسمَة اللهِ للمَواريثِ على هذه الأنْصبَة، فـ: «النُّصْبُ»؛ يعني الأنْصِبَة، حِكمةٌ إلهِيَّةٌ تَدلُّ على إحكامِ هذا العِلم وإتْقانِه،
([1]) انظر التخريج السابق.