وأَكْلُكَ
أُذنَ الْقَلْبِ والغَددَ اكْرَهَنْ *** وحَرِّمْ شِرى جَوزِ
القِمارِ وشرِّدِ
*****
في وجوه الحاضرين وآذاهم به وضرَّهم به؛ لأَنَّ
اللهَ نزَع منه الحياءَ والحشمةَ.
وهذا ممَّا يدلُّ
على خُبْث الدُّخان، وأَنَّه يصبح عادةً لا يصبر عنها الإِنْسانُ، يصبح مُدْمِنًا
له ويذهَل عن مَنْ بجانبه؛ لأَنَّه عادةٌ خبيثةٌ تجرُّه إِلَيها، ولا يصبر عنها
مِنْ غير شُعورٍ، يُدخِّن عند النَّاس، فهذا يدلُّ على خُبْث الدُّخان، فمَنْ
اُبتلِيَ به فلْيَتُبْ إِلَى الله ويتركْه وإِلاَّ على الأَقلِّ يحترم النَّاسَ،
ويحترمُ الجُلَساءَ فلا يُهِيْنُ كرامتَهم، لو أَنَّ واحدًا بصَق في وَجْه
المُدَخِّن ماذا يكون شُعورُه؟، والدُّخانُ أَشدُّ مِن البُصاق، رائحتُه كريهةٌ،
وضررُه على الصِّحة، فهذا أَشدُّ مِن البُصاق، فعلى الإِنْسان أَنَّه يستحي
ويحترمُ النَّاسَ، ويحترمُ بيوتَ اللهِ عز وجل، ولا يكون دائمًا إلاَّ ذا رائِحةٍ
طيِّبةٍ.
كذلك يُكرَه أَكْلُ
اللَّحْم الرَّدِي، كأُذْن القلب والأَطْراف مِن اللَّحم التي فيها ضررٌ.
و«الغدد» هي
الخرجاتُ والحبوبُ التي تكون في الدَّابة، هذه يُكره أَكْلُها؛ لأَنَّها تضرُّ
بالصِّحة، وهي أيضًا مستخبثاتٌ.
ويحرُم كلُّ ما
يساعد على القِمار وهو المَيْسِرُ، والمَيْسرُ قرينٌ للخَمْرِ والرِّبا في كتاب
الله ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ
وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ﴾ [المائدة: 90]،
فالمَيْسِرُ هو القِمار وهو قرين الخَمْر، وهو مثلُ الرِّبا أَوْ أَشدُّ؛ لأَنَّه
أَكْلٌ للمال بالباطل، وما يُعين عليه فهو حرامٌ مِن الأَدوات التي تُتَّخَذُ للعب
به، حتى الخيل التي تُتَّخَذُ للمَيْسِرِ