فَلاَ
تَغْتَرِرْ مِمَّنْ يُسَامِحُ فِي الدُّنَا *** وَأَدِّ حُقُوقَ
النَّاسِ تَسْلَمْ وَتَرْشَدِ
إِذَا
كَانَ دَيْنُ المَرْءِ فَهُوَ عَنِ الرِّضَى *** مَتَى لَمْ
يُوَفَّ يَبْقَ كَيْفَ بِمَشْهَدِ
وَمَنْ
قَتَلَ الزَّانِي بِزَوْجَتِهِ فَلاَ *** قِصَاصَ عَلَيْهِ فِي
الظُّلُومِ وَلاَ يَدِى
وَإِنْ
لَمْ يُصَدِّقْهُ الوَلِيُّ وَلاَ أَتَى *** بِبَيِّنَةِ
العُدْوَانِ ضِمْنَهُ وَالهَدِ
*****
قد يُسامحُكَ
المَظلومُ في الدُّنيا، وقد يُجامل في الدُّنيا ويُسامح بلسَانِهِ، ولكنه في
نَفسِه وفي قَلبِه وفي سَريرَتِه لم يسامِحك، فلا تَغتَرِرْ بالمُسامَحة
الظَّاهِرة، بل عليكَ بالتَّخلُّص من المَظالِم، ولا تَطلُبِ المُسامَحة من
أصْحابِها بل أدِّها إليهم واطلُبِ المُسامَحة عن ما حصَلَ مِنكَ مع الأداءِ.
هذا تَحذيرٌ من
الدَّينِ، إذا كان لأحدٍ عليك دَينٌ فبادر بِأدائِهِ إليهِ، ولا تتسَاهَل في
سَدادِ الدُّيونِ، فإنَّهُم يأخذُونَها يوم القِيامَة من حَسنَاتِك، لا يأخذُونها
يوم القِيامَةِ دَراهِمَ أو دنانِيرَ، بل يأخذونها من حَسناتِكَ، وأنت في ذاك
الوَقتِ أحوجُ ما تَكونُ إلى الحسنات.
هذه مسألَةُ دفع
الصَّائِل، إذا صال أحدٌ عليكَ يُريد نفسَكَ فادفعْهُ عن نَفسِك، فإن قَتلْتَه فهو
في النَّار، وإن قتَلَك فأنتَ شَهيدٌ، وكذلك إذا صال على أهلِكَ يُريدُ الزِّنا
بأهلك فدَافِع ولو بالقتل، فإذا قَتلْتَه فإنه هَدرٌ، وليس عليك قصاصٌ ولا ديَةٌ
ولا كفَّارَةٌ؛ لأنه ظالم وأنت تدافِعُ عن نفسك وعن حُرمَتِك.
إذا ادَّعَى أنَّه
صالَ عَليهِ وأنه قَتلَه دفعًا لشَرِّه، فهذا يحتاجُ إلى نَظرِ القاضِي دفعًا
للاحتِيالِ وقتل النُّفوسِ، ويُصبحُ كُلُّ من أراد أن يَقتُلَ شَخصًا يعملُ حيلةً
يَستجِرُّه بها ثُمَّ يقتُلُه في بَيتِه ويقول: صال عليَّ، فهل