القَتْلُ
بِغَيْرِ حَقٍّ وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ
وَالرُّجُوعُ
إِلَى اللهِ تَعَالَى
وَإِيَّاكَ
قَتْلَ العَمْدِ ظُلْمًا لِمُؤْمِنٍ *** فَذَلِكَ بَعْدَ الشِّرْكِ
كُبْرَى التَّفَسُّدِ
*****
هذا الفصْلُ
يَتضمَّنُ مَسألَتين:
المسألَةُ الأُولَى: جريمةُ القَتلِ
بِغيرِ حَقٍّ، وهذه من أكْبرِ الكَبائرِ بعد الشِّركِ، وأفرَدَها النَّاظِم في
بابٍ خاصٍّ لأهَمِّيتِها، وَإلاَّ فَهِي تَابعَةٌ للبابِ الذِي قَبلَه.
والمسألة الثَّانيَة: طلبُ التَّوبَةِ
إلَى اللهِ والرُّجوعِ إلى اللهِ من الذُّنوبِ والمَعاصِي والمَظالِم، فإنَّ اللهَ
غفورٌ رحيمٌ يَقبلُ التَّوبَة عَن عِبادِه، فالذي يَقعُ في هَذهِ الجَرائمِ أو
هَذهِ الكَبائِر لا يقنَطُ من رحمةِ الله، بلْ يتوبُ إلى اللهِ عز وجل، والله جل
وعلا يقول: ﴿قُلۡ
يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن
رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ
ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ
إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ
ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾ [الزمر: 53- 54]، فشَرَطَ التَّوبَةَ.
465 هذا القَتلُ مِن
أعْظمِ الجَرائِمِ، وهو أن يكونَ المَقتولُ مؤمنًا، وأن يكُون عَمدًا عُدوانًا،
قال الله جل وعلا: ﴿وَمَن
يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ
عَذَابًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 93]، ففي الآية أنواعٌ من الوعِيد:
الأول: جَزاؤُهُ
جَهَنَّم.
الثاني: خَالدًا فيها.
الصفحة 1 / 626