×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

كَفَى زَاجِرًا عَنْهُ تَوَعُّدُ قَادِرٍ *** بِنَارٍ وَلَعْنٍ ثُمَّ تَخْلِيدِ مُعْتَدِ

فَقَدْ قَالَ عَبْدُ اللهِ أَتْقَى مُؤَوِّلٍ *** بِنَفْيِ مَتَابِ القَاتِلِ المُتَعَمِّدِ

*****

الثالث: غَضِب اللهُ عَليه.

الرابع: لَعَنَهُ الله.

الخامس: أَعَدَّ له عَذابًا عظيمًا.

«كَفَى زَاجِرًا»؛ عَنْ قَتل المُؤمِن عَمدًا عُدوانًا تَوعُّدُ اللهِ جل وعلا باللَّعنِ والتَّخليدِ في النَّارِ والغَضبِ.

عبدُ الله بن عباس رضي الله عنهما، يرى أنَّ من قَتلَ مؤمنًا مُتعمدًا فإنه لا تُقبل توبَتُه، بل لا بدَّ مِن إنفاذِ الوَعيدِ فيه وتعذِيبِهِ في النَّارِ، ولا يَسقُط الوعيدُ عنه، ولكنَّه لا يُحكَم بكُفرِه، ولكن يقول: «لاَ بُدَّ مِنْ نُفُوذِ الوَعِيدِ فِيهِ، وَأَنَّ اللهَ يُعَذِّبُهُ وَلَوْ تَابَ؛ فَإِنَّ التَّوْبَةَ لاَ تُسْقِطُ عَنْهُ العَذَابَ»؛ هذا رأي عَبدِ اللهِ بن عباس رضي الله عنه.

والجُمهورُ يَرونَ أن القَاتِلَ له توبةٌ؛ لأن الله جل وعلا يقول: ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا ٦٨ يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا ٦٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّ‍َٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا[الفرقان: 68- 70]، فذكرَ أنَّ هَؤلاءِ الثَّلاثَة: الزَّاني وقَاتلُ النَّفسِ والمُشرِك، أنَّهم إذا تابوا تابَ الله علَيهِم، وقال جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ[النساء: 48]، ويدخُلُ في هذا القَتلُ، يدخل فيما دون الشِّركِ فهو تحت المشِيئَةِ، إن شاء اللهُ غَفر لهُ، وإن شاء عذَّبَه، هذا مذهب جمهورِ أهلِ العِلمِ.


الشرح