وَقُلْ
بِانْكِسَارٍ قَارِعًا بَابَ رَاحِمٍ *** قَرِيبٍ مُجِيبٍ
بِالفَوَاضِلِ يَبْتَدِي
إِلَهِي
أَتَى العَاصُونَ بَابَكَ مَلْجَأ *** يَرْجُونَ عَفْوًا مِنْكَ رَبِّي وَسَيِّدِي
إِلَيْكَ
فَرَرْنَا مِنْ عَذَابِكَ رَهْبَةً *** فَلاَ تَطْرُدْنَا عَنْ
جَنَابِكَ وَأَسْعِدِ
دَعَوْنَاكَ
لِلأَمْرِ الذِي أَنْتَ ضَامِنُ *** إِجَابَتَهُ يَا غَيْرَ مُخْلِفِ مَوْعِدِ
*****
«وَلَكِنَّمَا
صِدْقُ الرَّجَاءِ»؛ أي ادْعُ اللهَ مع الرَّجاءِ، وأنت مُوقِنٌ بالإجابة،
لا تَدعُ وتقول: والله ما أدْري اللهُ يَقبلُ مِنِّي أو لا يَقبَلُ، لا بدَّ أن
تَجزِمَ أن اللهَ يَقبَلُ التَّوبَة، ويقْبَلُ الدُّعاءَ، أما إذا كنت مُتردِّدًا
فإن الله لا يَقبلُ مِنكَ، كما في الحديث: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ
الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ» ([1]).
كذلك من آدابِ
الدُّعاءِ أن تَستَكينَ إلى اللهِ، وتَفتَقِرَ إلى اللهِ، وتُظهِرَ الفَقرَ
والفَاقةَ، وتتَوسَّلَ إليه بأسمائِهِ وصفاتِهِ، وتتوسلَ إليهِ بأعمالِكَ
الصَّالحَةِ، وتتوسَّلَ إليه بفَقرِكَ وحاجَتكَ، فهذه كلها أسبابٌ للإجابة.
أنتَ أمَرتَنا
بالدُّعاءِ ووعَدْتَنا بالإجابَةِ، وأنتَ لا تُخلِفُ وعدك، فتدعُو إلى الله بهذا،
وتتوَسَّل إلى الله.
تقول: يا رَبِّ أنتَ ضَمِنْتَ لمَنْ دَعاكَ أن تستَجِيبَ له، وأنت لا تُخلِف وَعدَك، تتَوسَّلُ إلى الله بهذا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6339)، ومسلم رقم (2679).