×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَيُكْرَهُ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ تَأَخُّرٌ *** لِخَتْمٍ بِلاَ عُذْرٍ عَلَى نَصِّ أَحْمَدِ

وَإِنْ خَافَ مِنْ نِسْيَانِهِ احْظِرْ وَسِنَةٍ *** بِأَوَّلِ لَيْلِ فِي الشِّتَا الخَتْمَ يَا عَدِي

وَفِي الصَّيْفِ فَاعْكِسْ ثُمَّ تَجْمِيعُ أَهْلِهِ *** لَدَى الخَتْمِ مَحْبُوبٌ وَيَدْعُو وَيَحْمَد

*****

سبق أن الأفْضلَ تحزيبُ القُرآنِ، أنه يكون إمَّا لِعشرَةِ أيَّامٍ كُلَّ يَومٍ ثلاثَة أجزاء، وإما لسَبعَةِ أيَّام، وإما لثَلاثَة أيَّام، أو على الأقل يَختِمُه في كلِّ أربعين يومًا مرة.

أما إذا خَشيَ نِسيانَ القُرآن، فإنَّه يَحرُمُ عليهِ أنَّه يتعَدَّى الأرْبعِينَ، وإن كان لا يُخشى نِسيانُه فيُكره أنه يَتعَدَّى الأربعين في خَتمِه؛ لأنَّ القُرآنَ يحتاجُ إلى تَعاهُدٍ وقد حَثَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على تعاهُدِ القُرآنِ، وأخبرَ أنَّه يَتفلَّتُ منَ الإنسانِ كالإبلِ في عِقَلِها ([1]).

ويُستحَبُّ أنَّه يدعو عندَ الخَتمِ؛ لأنَّ هذا من مواطِنِ الإجابَةِ، فيدعو عند ختْمِ القُرآنِ، فإن كان في الشِّتاءِ فيُستحب أن يختِمَ في أوَّلِ اللَّيلِ؛ لأن ليلَ الشِّتاء طَويلٌ فتُصلِّي عليه الملائكَةُ إلى أن يُصبح، وفي الصَّيفِ بالعَكسِ، يختم في أول النَّهار؛ لأن نهارَ الصَّيف أطول من ليلِ الصَّيف، فتصلي عليه الملائكَة حتى يُمسي، ويُستحَبُّ لمن حضر الختمَ التأمينُ على الدُّعاء، كان الصحابة يفعلون هذا، كانوا يدعو بَعضُهم بعضًا لحضور ختمِ القُرآن وحضورِ الدُّعاء؛ لأن هذا من مواطِنِ الإجابَةِ.

اجتماع المُسلِمينَ عند خَتمِ القُرآنِ، وحضورُ الخَتمِ، وحضورُ الدُّعاءِ، والتَّأمينُ على الدُّعاءِ مُستحبٌّ؛ لأن هذا من مواطِنِ الإجابَةِ، يبدأ الدُّعاء بحمْدِ اللهِ والثَّناءِ على اللهِ؛ لأن هذا من أسْبابِ الإجابة.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (791).