×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَيُشْرَعُ لِلشُّكْرِ السُّجُودُ لِطَاهِرٍ *** لِمَدْفُوعِ شَرٍّ أَوْ لِفَضْلِ مُجَدَّدِ

وَصَلِّ إِنْ تَرُمْ أَمْرًا صَلاَةَ اسْتِخَارَةٍ *** وَإِنْ بَعْدُ بِالمَأْثُورِ تَدْعُ تُسَدَّدِ

*****

سجودُ الشُّكرِ سُنَّةٌ، وذلك عندَ تَجدُّدِ نِعمَةٍ أو اندفاعِ نِقمَةٍ، فإذا تجَدَّدَ للإنسانِ نِعمَةٌ كأن وُلِدَ له وَلدٌ، أو المُسلمونَ انتصروا على الكُفَّار في الجهاد، كما سَجدَ أبو بكر رضي الله عنه لمَّا بُشر بقتل مُسيلَمَة الكذَّاب في حرب اليَمامَةِ، هذا عند اندفاعِ النِّقمَةِ، وعند تجَدُّدِ النِّعمَةِ، أما النعمة المُستمِرَّةُ فلا يُشرعُ السُّجودُ لها؛ لأنه لو كان يَسجُد لكل النِّعمِ، صار الإنسان يَبقَى سَاجدًا؛ لأن النِّعمَ لا تزال، ولكن المَقصودَ النِّعمُ المُتجدِّدَةُ إما الخاصَّةُ بالإنسانِ، أو العامَّةُ للمسلمينَ، كالنَّصرِ على الأعداء، أو اندِفاعِ العدو أو غير ذلك. ويُشرَعُ لِسجودِ الشُّكرِ أن يَكونَ على طهارَةٍ؛ لأنه عبادة.

صلاةُ الاستخارَةِ، سُنَّةٌ إذا هممْتَ بِأمرٍ، يعني تردَّدْتَ فيه؛ مثل زواجٍ أو سَفرٍ، ولم يَتبيَّنْ لك، ويترَجَّحُ عندكَ أحَدُ الأمرين: إما المُضيَّ وإما التَّركَ، فإنك تصلِّي صَلاةَ الاستخارَةِ ركعَتينِ، ثم بعد السَّلام تَدعو بالدُّعاء الوارِدِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَتَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ - وَيُسَمِّيهِ - خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَعَاقِبَة أَمْرِي فَيَسِّرْهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ - وَيُسَمِّيهِ - شَرٌّا لِي، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُمَا كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ»؛ فيدعُو بهذا الدُّعاءِ بَعد السَّلامِ من الرَّكعَتينِ.


الشرح