وَمَنْ يُدْخِلُ الإِنْسَانُ حَتَّى يُضِيفَهُ *** فَيَسْقُطْ بِبِئْرٍ عِنْدَهُ لَمْ يُحَدَّدِ

وَلَمْ يَرَ إِمَّا لِلعَمَى أَوْ لِسِتْرِهَا *** فَضَمِنَهُ مَا لَمْ يُنْذِرِ المَرْءَ تُرْشَدِ

وَمَنْ يَغْتَصِبْ أَرْضًا فَحَظْرُ دُخُولِهَا *** عَلَى غَيْرِ رَبِّ الأَرْضِ إِنْ حُوِّطَتْ قَدِ

وَإِنْ لَمْ تُحَوَّطْ جَازَ فِيهَا دُخُولُهُ *** وَأَخْذُ الكَلاَ مِنْهَا عَلَى نَصِّ أَحْمَدِ

*****

على الإنسانِ إذا جَعلَ بِئرًا في أرضِهِ أو في بَيتِه، أن يضعَ عليها حَاجزًا أو شيئًا يمنَعُ السُّقوطَ فيها، ولا يَجعلْها مَكشوفَةً ليس عليها حَواجِز، فلو أن إنسانًا دخَلَ أرْضه بإذنِه وهو أعْمَى أو مُبصِرٌ، وصاحِبُها لم يَستُرْها وسَقطَ في البِئرِ غير المُحدَّد، فإنه يَضمَنه؛ لأنه دَخلَ بإذنِه وسقَط في البِئرِ؛ لأنه لم يجعَلْ عَليها حَواجز فهو مُتسبِّب فيَضمَن.

ومثله البِركُ العَميقَةُ التي يجعلونها في الاسْتراحَاتِ أو في البُيوتِ، ولم يَضعوا عَليها أشياء تَحفَظُ من السُّقوط فيها، فيضمَنونَ فيها إذا أذِنُوا لداخِليها، أما إذا دَخلَ أحدٌ بدون إذنِهم وسَقط فإنهم لا يَضمنونَ؛ لأن الدَّاخل مُعتدٍ بدخوله.

المغصوبَةُ: لا يَجوزُ للإنسانِ أنه يَستعمِلُها؛ لأن غَصبَها ظُلمٌ وعدوانٌ، فلا يدخلُها ويسكُنُ فيها ويصَلِّي فيها؛ لأنها مَغصوبَةٌ ويحرم الانتفاعُ بها إلاَّ لمالِكِها.

إذا كان ليسَ عليها جِدارٌ، وهي مَغصوبَةٌ أو غير مغصوبَةٍ، وفيها كلأ فهوَ لِمَن أخذَه؛ لأن النَّاسَ شركاء في ثَلاثٍ: الكَلأ والنَّار والماءُ، والكَلأ هو العُشْبُ.

---

الشرح