×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وعِمَّةٌ مَخْلِيٌّ حَلْقَهُ مِن تَحَنُّكٍ *** لَدَى أَحْمَدٍ مَكْرُوهَةٌ بتَأَكُّدِ

ويَحْسُنُ أَنْ يُرْخِي الذُّؤَابةَ خَلْفَهُ *** ولَوْ شِبْرًا أَوْ أَدْنى على نصِّ أَحْمَدِ

وأَحْسنُ ملبوسٍ بياضٌ لميِّتٍ *** وحيٍّ فبِيْضٌ مُطْلَقًا لا تُسَوِّدِ

*****

الذي يلبَس العِمامةَ ينبغي أَنْ يجعلَ لها تحنيكًا أَيْ يجعل منها دورًا تحت حنكِه يُثْبِتُها على رَأْسِه؛ أَمَّا العِمامة التي ليس لها تحنيكٌ فتسمَّى الصَّمَّاءَ، والمُحنَّكةُ أَفْضلُ.

فينبغي للذين يلبَسون العَمائِمَ أَنْ يجعلوها مُحنَّكةً أَوْ ذاتَ ذُؤابةٍ مِن الخَلْف، هذا بالنِّسْبة لمَن يلبَس العمائِمَ، أَمَّا الذين يلبَسون ما اعتادوا مِن الغير أَوْ الشمغ أَوْ القلانس أَوْ غيرِ ذلك فيلبَسونها حسبَ عادةِ بَلَدِهم.

الأَحْسنُ أَنْ لا يلبَسَ عِمامةً ليس لها ذُؤَابةٌ بلْ يجعل لها ذُؤَابةً، يُسْدِلُها من خَلْفِه، ويُدْلِيها مِن خَلْفه، يعني ما تخلو مِن الذُّؤَابة ولو قصيرةً، وإِنْ طالتْ فهو أَحْسنُ.

الأَحْسنُ مِن الأَلْوان والأَفْضلُ للرِّجال وهُمْ أَحْياءُ لُبْسُ البَيَاضِ؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ، وَكَفِّنُوا فِيهِ مَوْتَاكُمْ» ([1])، وأَمَّا الأَمْواتُ فيتساوى الرِّجالُ والنِّساءُ ويُكفَّنون في الأَبْيض، هذا هو الأَفْضلُ.

ولُبْسُ الأَسْود للرِّجال جائِزٌ، وكذلك لُبْسُ الأَخْضرِ ولُبْسُ الأَصْفر، وإِنَّما الممنوعُ لُبْسُ الأَحْمر الخالصِ على الرِّجال، فالرِّجالُ لا يلبَسون


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (3878)، والترمذي رقم (994)، والنسائي رقم (1896)، وابن ماجه رقم (1472).