وَإِنْ
شِئْتَ فَاجْهَرْ فِيهِ مَا لَمْ تَخَفْ *** أَذَى
لِإِبْعَادِ شَيْطَانٍ وَإِيقَاظِ رُقَّدِ
وَخُذْ
قَدْرَ طَوْقِ النَّفْسِ لاَ تَسْأَمَنَّهُ *** وَقِلْ
تَسْتَعِنْ بِالنَّوْمِ عِنْدَ التَّهَجُّدِ
*****
الجهر يَطرُد
الشَّيطانَ، ولكن إذا كان يتَرتَّب عليه أذِيَّةٌ للنَّاس، إما النَّائِمينَ أو
المُصلِّين فإنَّك لا تجْهَر، وهذا يُنبهُنَا إلى ما يَفعلُه كَثيرٌ من الأئِمَّة
الآن في الميكروفوناتِ حيثُ يرفعونَ أصْواتَهم خَارجَ المسْجِد، ويشَوِّشونَ على
البُيوتِ التي فيها ناس مرضى أو نِساءٌ يُصلُّون، أو فيها ناسٌ نائمونَ ومَرضى،
فهذا لا يُثابون عليه، بل ربَّما أنَّهم يأثَمُون.
فلو كان الصَّوتُ
داخلَ المَسجدِ بقَدرِ ما يُسمعُ المُصلِّين، كان هذا هو المَطلوبُ، أما خارجَ
المَسجِدِ فَهذا يترتَّبُ عليه ما يَترتَّبُ من الأذى، فلا داعِيَ إلى أنَّ
الصَّلاةَ تُذاعُ خارجَ المَسجِدِ لا داعي لِهَذا أبدًا، يقولون: من أجْلِ أَنَّ
الكُسَالى يَأتون ويَتنَبَّهون. ونقول: بل هذا يُكسلُ النَّاس ويُحدثُ العَكسَ،
الكسلانُ يتأخَّر؛ فلو أنه لم يَسمعِ القِراءَة لبادَرَ إلى الصَّلاة، ولكن إذا
سَمعَ القِراءَة تكاسل زيادَةً، فأنت أعطيت الكسْلان إمدادًا يمدد فيه عدم حضوره،
فلا فائدَة من خُروجِ أصواتِ قِراءَةِ القرآنِ في الصلاةِ عن المَساجدِ، بل فيه
ضررٌ كبيرٌ، وأيضًا يُشجع الكسالى على التَّأخُّرِ، وربما يداخله رياءٌ وسمعةٌ من
الإمام.
يقول: لا تُطوِّل
الصَّلاةَ بِاللَّيلِ، وتُثَقِّل الصَّلاةَ باللَّيلِ في بعضِ اللَّيالي، ثم بعد
ذلك تُهمل وتَترُك، اعتدِلْ في صَلاتك بِحيثُ تستَمِرُّ، أما إذا شَققْت على نفسك
فإنك تَعجَزُ وتترك قيام الليل،