فَإِنْ
لَمْ تُصَلِّ فَاذْكُرِ اللهَ جَاهِدًا *** وَتُبْ وَاسْتَقِلْ مِمَّا
جَنَيْتَ وَسَدِّدِ
فَلاَ
خَيْرَ فِي عَبْدٍ نَؤُومٍ إِلَى الضُّحَى *** أَمَا يَسْتَحِي
مَوْلاً رَقِيبًا بِمَرْصَدِ
*****
فالأحسَنُ
الاعتِدَالُ والاقتصادُ في العبادة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أَنَا
أُصَلِّي وَأَنَامُ» ([1])، فالمَشقَّةُ على
النَّفسِ سَببٌ لتركِ العَملِ، فعليك بالاعْتدالِ، الشَّيءُ الذي لا يَشقُّ على
نفسِك ولا تَملُّه فاعْملْه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «فَإِنَّ
اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» ([2])، فإذا مَللْتَ
فأنْتَ الذي حَرَمتَ نَفسكَ، فعليكَ بالاعْتدالِ، «فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لاَ
أَرْضًا قَطَعَ، وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى» ([3]).
وقوله: «وَقِلْ
تَسْتَعِنْ بِالنَّوْمِ عِنْدَ التَّهَجُّدِ»؛ هذا إشارةٌ إلى ما يُعينُك على
قيامِ اللَّيلِ، يعينُكَ على قيامِ اللَّيلِ القَيلولَةُ بالنَّهارِ، «قِلْ»؛ يعني
نَمْ في القَيلُولَةِ، فإنَّها تُعينكَ على قيامِ الليلِ، ثانيًا: نمْ مُبكرًا في
أوَّلِ اللَّيلِ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينامُ مُبكِّرًا، ويكره
الحَديثَ بعد صلاةِ العِشاء، وينام مبكِّرًا من أجل القيامِ، فمن أسباب القِيامِ
أن تَنام مُبكِّرًا.
إذا كنت لا تَقومُ
من اللَّيلِ، فعلى الأقَلِّ اشْتَغلْ بالذِّكرِ في الليل، بالتَّسبيحِ والتَّهليلِ
والاسْتغفارِ، وذِكرِ الله عز وجل.
الذي ينام كلَّ اللَّيلَ حرَمَ نَفسَه ولا خير فيهِ، «إِلَى الضُّحَى»؛ يعني إلى طُلوعِ الفَجرِ، هذا فاتهُ خَيرٌ كثيرٌ، والله جل وعلا يقول: ﴿كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ [الذاريات: 17- 18]، ويقول جل وعلا: