الأولى:
عمرة الحديبية، سنة ست،
****
بينما الناس اليوم
جعلوا العمرة في رمضان حتمًا مثل الحج، وصاروا يضايقون بعضهم بعضًا، ويتزاحمون في
رمضان، وهذا لا داعي له؛ فالعمرة -ولله الحمد- وقتها موسع في كل السنة، ولا حاجة
لهذه المزاحمات وهذه المشقة العظيمة في رمضان، حتى إن الإنسان لا يتمكن من أداء
صلاة الفريضة على الوجه المطلوب بسبب الزحام.
وأيضًا الذي يأتي للدعوة
والدروس ليدرس لا يتمكن من ذلك بسبب الزحام الشديد، بينما الناس بحاجة إلى الدروس
والدعوة، لكن لا يتمكن، حاولنا، ولم نستطع، فهذا لا داعي له، ولم يأمر به النبي
صلى الله عليه وسلم.
الأولى: عمرة الحديبية.
والحديبية: اسم مكان على حدود
الحرم من الجهة الغربية، يقال له الآن: «الشميسي» بين مكة وجدة، فهذه هي الحديبية.
جاء صلى الله عليه
وسلم هو وأصحابه معتمرين في ذي القعدة، محرمين، ومعهم الهدي، فنزلوا بالحديبية،
فلما علم المشركون بمجيئه صلى الله عليه وسلم، خرجوا، ومنعوه من دخول مكة ومن أداء
العمرة منعًا باتًّا، وقد كانت السلطة لهم في ذلك الوقت، حاول معهم صلى الله عليه
وسلم، فلم يجيبوه.
في النهاية عقد الصلح معهم على أن يرجع هذه السنة، ويعتمر من العام القادم، فأمر صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن يذبحوا هديهم، وأن يحلقوا رءوسهم، ويتحللوا من إحرامهم؛ لأن هذا إحصار، هذا محصر.