×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فصل: اختص الله نفسه بالطيب

والمقصود أن الله -سبحانه- اختار من كل جنس أطيبه، فاختصه لنفسه، فإنه سبحانه وتعالى طيب، ولا يحب إلا الطيب، ولا يقبل من القول والعمل والصدقة إلا الطيب، وبهذا يعلم عنوان سعادة العبد وشقاوته، فإن الطيب لا يناسبه إلا الطيب، ولا يرضى إلا به، ولا يسكن إلا إليه، ولا يطمئن قلبه إلا به.

****

 «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا» ([1])، فلا يقبل إلا الطيب من الأقوال، والطيب من الأعمال، والطيب من الناس.

هذه علامة الطيب، وإلا فالكل يدعي أنه طيب، ولكن هناك علامة تميز هذا من هذا، فالطيب لا يقبل إلا الطيب، ولا يسكن ويطمئن إلا إلى الطيبين، وينفر من الشر، وينفر من أهل الشر، هذا علامة على أنه طيب، فلا يقبل، ولا يصاحب، ولا يختار إلا من يجانسه، ويطمئن إليه، أما إذا كان يأنس بالأشرار، ويميل إلى الأشرار، فهذا دليل على أنه خبيث، وليس بطيب، فنحن لا نعرف ولا نعلم الغيب، ولكن ننظر إلى الشخص وتصرفاته، فإن كانت تصرفاته وصفاته تدل على أنه طيب، فهو طيب، وإن كانت تدل على أنه خبيث، فهو خبيث.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1015).