وأما
الظهر، فكان يطيل قراءتها أحيانًا، حتى قال أبو سعيد رضي الله عنه: «كَانَتْ
صَلاَةُ الظُّهْرِ تُقَامُ فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقْضِي
حَاجَتَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ. ثُمَّ يَأْتِي وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
فِي الرَّكْعَةِ الأُْولَى مِمَّا يُطَوِّلُهَا» ([1])،
وكان يقرأ فيها تارة بقدر ﴿الٓمٓ ١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾
[السجدة: 1- 2]، وتارة بـ ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ
ٱلۡأَعۡلَى﴾ [الأعلى: 1]، ﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ﴾
[الليل: 1]، و﴿وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ﴾
[البروج: 1].
****
الظهر كان يُطِيل قراءتها أحيانًا، وأحيانًا
يتوسط.
لا يداوم على ذلك،
وإنما يفعلها أحيانًا؛ أنه إذا كبر تكبيرة الإحرام، يتمكن الإنسان من الذهاب إلى
البقيع -وهو فضاء حول المسجد النبوي-، فيقضي حاجته، ثم يأتي، فيتوضأ، ثم يدرك
النبي صلى الله عليه وسلم في الركوع، يدرك الركعة معه صلى الله عليه وسلم، فهذا
تطويل، ولكنه لا يداوم عليه.
هذا في الظهر، أحيانًا يطيل فيقرأ سورة السجدة، وأحيانًا بالسور المتوسطة، هذا هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر.
الصفحة 1 / 664