وأما
العصر فعلى النصف من قراءة الظهر إذا طالت، وبقدرها إذا قصرت.
وأما
المغرب، فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم، فإنه صلاها مرة بـ «الأعراف» في
الركعتين ([1])،
ومرة بـ «الطور» ([2])،
ومرة بـ «المرسلات» ([3]).
****
أما العصر، فهي أخفض من الظهر في الطول، فهي
بمقدار صلاة الظهر إذا خفف، وبمقدار نصف صلاة الظهر إذا طوّل، فهذا يدل على أنه
كان يجعل العصر أخف من الظهر.
لأن الناس اعتادوا أن صلاة
المغرب تخفف دائمًا، وأن القراءة فيها تخفف، فيقرأ فيها من قصار المفصل دائمًا،
وليس الأمر كذلك، بل كان صلى الله عليه وسلم أحيانًا يطيلها، فقد قرأ سورة الأعراف
في الركعتين في صلاة المغرب، وقرأ بـ «المرسلات» في الركعتين، وقرأ بـ «الطور» في
صلاة المغرب، وأحيانًا يخففها، فيقرأ من قصار المفصل، فلا يداوم الإمام على حالة،
الغالب أنه يقصرها، لكن أحيانًا يطيلها، يحيي السنة في ذلك.
وقوله: «خِلاَفَ عَمَلِ النَّاسِ الْيَوْمَ» أي: في وقته، فما بالنا بوقتنا هذا؟!