كان هديه صلى الله عليه وسلم فيها أكمل
هدي: في وقتها،
****
انتهى كتاب الصلاة، وهي الركن الثاني، انتقل إلى
الركن الثالث وهو الزكاة، والزكاة قرينة الصلاة في آيات كثيرة من القرآن ومن
السنة؛ فدائمًا الزكاة تذكر مع الصلاة؛ مما يدل على أهميتها وآكديتها، ولهذا لما
هَمَّ قوم أن يمنعوا الزكاة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عزم أبو بكر
الصديق رضي الله عنه أن يقاتلهم، فقال أبو بكر رضي الله عنه: «وَاللَّهِ
لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ» ([1])، فقاتلهم رضي الله
عنه، حتى أخضعهم لحكم الإسلام.
هديه صلى الله عليه
وسلم في الزكاة أكمل هدي؛ لا يشق على أصحاب الأموال، ولا يحرم المحتاجين؛ هدي
معتدل للطائفتين: المحتاجين، وأصحاب الأموال.
الزكاة في اللغة: النماء والزيادة؛
لأنها تنمي المال وتزيده بركة.
وأيضًا الزكاة
بمعنى: الطهارة؛ لأنها تطهر النفس، ولهذا قال جل وعلا: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [التوبة: 103]، فهي
طهارة للنفس -نفس المزكي- وطهارة للمال.
«في وقتها»: فمنها -وهو الغالب- ما هو على تمام الحول، ومنها ما هو على وقت الحصاد والجزال؛ كالحبوب والثمار، وحقه يوم حصاده، هذا هدي في وقت الزكاة.
الصفحة 1 / 664