فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في زيارة المرضى
****
كان صلى الله عليه وسلم حريصًا على أمته، على
هدايتهم وإرادة الخير لهم، وتألفهم، فله هدي صلى الله عليه وسلم مع الأحياء
والأصحاء، وله هدي مع المرضى، وله هدي مع الجنائز، وله هدي مع الموتى في القبور،
فهو صلى الله عليه وسلم جاء بالهدي الكامل الشامل لهذه الأمة أحياء وأمواتًا.
فهديه يعني: سنته في
عيادة المرضى، أو زيارة المرضى، والمراد المرض الشديد، أما المرض اليسير والعادي
-كالصداع ووجع الضرس وما أشبه ذلك-، فهذا لا يحتاج إلى عيادة، إنما المرض المؤثر،
والذي يخشى منه الموت.
من حق المسلم على
المسلم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ
سِتٌّ» قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ
فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ
لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ،
وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» ([1]).
فمن حق المسلم على
أخيه المسلم أن يزوره إذا مرض، فإن كان مسلمًا، فإنه يزوره للدعاء له، وتوسيع
الأمر عليه، وأسباب الرجاء له، ورقيته أيضًا، وإن كان غير مسلم، فيزوره لدعوته إلى
الإسلام؛ ليموت على الإسلام.
كان صلى الله عليه وسلم حريصًا ألا يموت أحد إلا على الإسلام، مسلمًا كان أو كافرًا؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، فقد
([1])أخرجه: البخاري رقم (2140)، ومسلم رقم (2162).
الصفحة 1 / 664