وكان
يصوم حتى يقال: لا يفطر، ويفطر حتى يقال: لا يصوم، وما استكمل صيام شهر غير رمضان.
وما كان يصوم في شهر أكثر مما كان يصوم في شعبان ([1]).
****
لما فرغ المؤلف رحمه الله من ذكر هدي النبي صلى
الله عليه وسلم في صيام الفرض، انتقل إلى بيان هديه صلى الله عليه وسلم في صيام
النافلة.
قال: «كان يصوم حتى
يقال: لا يفطر، ويفطر حتى يقال: لا يصوم»، بمعنى: أنه يكثر من الصيام، ويكثر
من الإفطار؛ يكثر من صيام النافلة، ولا يستمر عليه، بل -أيضًا- يكثر من الإفطار،
فكان صومه صلى الله عليه وسلم وفطره معتدلين: لا يكثر الإفطار فقط ويقلل الصيام،
ولا يكثر الصيام فقط ويقلل الإفطار، بل كان صومه معتدلاً، هكذا كان هديه صلى الله
عليه وسلم في صوم التطوع.
لم يكن يصوم شهرًا كاملاً
صوم نافلة، هذا لا يكون في النافلة، إنما كان يصوم الشهر كاملاً في الفرض، وهو شهر
رمضان.
أما في النافلة،
فكان يكثر من الصيام في الشهر، لكن لا يستكمله؛ ليكون ذلك فارقًا بينه وبين رمضان.
كان صلى الله عليه وسلم يصوم غالب شهر شعبان، لكن لا يستكمله.
الصفحة 1 / 664