×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

  فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الصلاة

****

  انتهي من الطهارة؛ لأن الطهارة شرط لصحة الصلاة، ولذلك بدأ بها؛ لأنها شرط، والشرط يتقدم على المشروط، والطهارة مفتاح الصلاة، ولذلك يبدؤون بها، يبدؤون أولاً بالمياه؛ لأنها مادة التطهير، ثم بالتيمم، ثم بصفة الوضوء ونواقض الوضوء... إلى آخره.

ثم بعده الصلاة؛ لأنها هي المقصودة بالطهارة، والصلاة المراد بها الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين في كل يوم وليلة، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وليس شيء من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة؛ لأدلة كثيرة:

قال صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ العَبْد وَبَيْنَ الْكُفْرِ وَالشِّرْك تَرْك الصَّلاَة» ([1])، وفي الحديث الآخر: «الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([2])، وفي الآيات: ﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ [التوبة: 5]، وفي الآية الأخرى: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ [التوبة: 11]، وفي قوله -تعالى- عن أهل النار: ﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ [المدثر: 42- 43]، أول جواب أجابوا به: ﴿قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ، دل على أن ترك الصلاة كفر يوجب دخول النار -والعياذ بالله-.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (82).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (2621)، وابن ماجه رقم (1079)، وأحمد رقم (22937).