وثبت
عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أَنْسَى
كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي» ([1])،
وكان سهوه صلى الله عليه وسلم في الصلاة من تمام النعمة على أمته وإكمال دينهم؛
ليقتدوا به، فقام من اثنتين في الرباعية، فلما قضى صلاته سجد قبل السلام ([2])،
****
هذا الفصل في بيان هدىه صلى الله عليه وسلم إذا
حصل سهو في الصلاة، فإنه صلى الله عليه وسلم بشر يأتي عليه ما يأتي على البشر من
النسيان، وفي هذا حكمة عظيمة وفائدة للأمة، من أجل أن يعلمها إذا حصل منها سهو
ماذا تفعل؟ فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينسى في الصلاة من أجل أن يشرع للناس
ماذا يعملون، إذا حصل سهو من المصلي.
هذه الحكمة من جريان
السهو على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة، حصل منه صلى الله عليه وسلم
سهو متنوع في عدة مرات، تصل إلى خمس مرات، الأولى: أنه قام من الثانية في
الرباعية، ولم يتشهد التشهد الأول.
هذا ما يفعله إذا ترك التشهد الأول سهوًا، فإنه يسجد للسهو قبل السلام سجدتين.
الصفحة 1 / 664