×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف

****

  من توابع الصيام: الاعتكاف، وهو عبادة عظيمة.

قال تعالى: ﴿وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ [البقرة: 187]، جاءت هذه الآيات بعد سياق آيات الصيام.

وقال تعالى: ﴿أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [البقرة: 125]، وقال تعالى: ﴿سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ [الحج: 25]، فقوله: ﴿سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ يعني: الحرم.

والاعتكاف: هو اللبث في المكان، فاللبث في المكان يسمى اعتكافًا.

فإذا كان هذا اللبث في المكان طاعة لله عز وجل، فهو عبادة، وإذا كان لغير الله سبحانه وتعالى، فهو شرك، قال تعالى: ﴿مَا هَٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيٓ أَنتُمۡ لَهَا عَٰكِفُونَ [الأنبياء: 52].

فقوله: ﴿أَنتُمۡ لَهَا عَٰكِفُونَ يعكفون على أصنام لهم، فأهل الشرك يعكفون عند الأصنام، يقيمون عندها، وهذا اعتكاف شرك.

وأما الاعتكاف طاعة لله سبحانه وتعالى في بيت من بيوته لعبادته وذكره، فهذا عبادة من أفضل العبادات.

والاعتكاف في شهر رمضان أفضل من غيره.

كان صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان، واعتكف مرة في شوال؛ قضاءً لاعتكافه في رمضان؛ كما جاء في الصحيح ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2041)، ومسلم رقم (1172).