والرسول صلى الله
عليه وسلم لم يترك الاعتكاف حتى توفي صلى الله عليه وسلم، فهو عبادة عظيمة ([1]).
ويكون الاعتكاف في
مسجد تقام فيه صلاة الجماعة، فلا يكون في مسجد مهجور لا يُصلَّى فيه؛ لأنه بين
أمرين:
الأمر الأول: إما أن يترك صلاة
الجماعة.
الأمر الثاني: إما أن يخرج من
الاعتكاف، وهذا يختلف مع الاعتكاف.
لذلك ينبغي أن يعتكف
في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة.
وأما الاعتكاف في
البيوت، أو في الخلوات، أو في الأمكنة الخاصة غير المساجد، فهذا بدعة، هذا اعتكاف
المبتدعة أو الصوفية، وليس من شرع الله سبحانه وتعالى ؛ فالخلوة التي تمنع من حضور
الجمعة والجماعة خلوة باطلة، وإن زعم صاحبها أنه يذكر الله، ويعبد الله عز وجل.
سُئِلَ ابْنُ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ، لاَ
يَشْهَدُ جُمْعَةً وَلاَ جَمَاعَةً؟ قَالَ: «هُوَ فِي النَّارِ» ([2]). هو في النار
-والعياذ بالله-.
فالاعتكاف الذي يمنع من حضور الجمعة والجماعة اعتكاف باطل، معصية لله عز وجل، إنما يكون الاعتكاف في المساجد؛ قال تعالى: ﴿وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ﴾ [البقرة: 187].
([1])أخرجه: البخاري رقم (2026)، ومسلم رقم (1172).