×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في العيدين

وكان يصلي العيدين في المصلى، وهو الذي على باب المدينة الشرقي الذي يوضع فيه محمل الحاج،

****

  بعد الاجتماع العظيم الأسبوعي، الذي يجتمع فيه المسلمون لصلاة الجمعة، هناك اجتماع أكبر منه لأهل البلد كلهم، وهو الاجتماع في عيد الفطر وعيد الأضحى، وهي صلاة عظيمة، وشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، يخرج المسلمون من البلد إلى الصحراء القريبة، فيذكرون الله عز وجل، ويصلون صلاة العيدين، فهي شعيرة عظيمة بعد مناسبتين عظيمتين: الأولى: أداء صيام رمضان، الذي هو الركن الرابع من أركان الإسلام. والثانية: بعد أداء الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، ويسمى هذا اليوم يوم الحج الأكبر؛ لأنه تؤدى فيه مناسك الحج؛ من رمي، ونحر، وحلق أو تقصير، وطواف وسعي. فهذه الصلاة صلاة عظيمة، كما أن المسلمين الحجاج يجتمعون في مِنىَ، فالمسلمون في أقطار الأرض يجتمعون -أيضًا- لصلاة العيد.

فهي مظاهر عظيمة -ولله الحمد-، وشعائر كريمة يظهر فيها قوة الإسلام، وقوة المسلمين، وتظهر فيها المحبة بينهم والتواصل بينهم، وأعظم من ذلك يظهر فيها ذكر الله سبحانه وتعالى، وتعظيمه، فهما عبادتان عظيمتان.

كان صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة العيد خارج المدينة، خارج باب المدينة، في صحراء، يسمى مكانها اليوم بمسجد الغمامة، كان صحراء، يخرجون ويصلون فيه، قريبًا من المدينة.


الشرح