×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في دخول البيت الحرام

ويرى كثير من الناس أن دخول البيت من سنن الحج؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. والذي تدل عليه سنته أنه لم يدخله في حجته ولا في عمرته، وإنما دخله عام الفتح ([1]).

****

 دخول الكعبة مستحب لمن تيسر له ذلك، والصلاة في داخل الكعبة -صلاة نافلة- هذا أمر مستحب، فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن متى فعله: هل هو في عام الفتح -فتح مكة-، قبل حجه صلى الله عليه وسلم، أو فعله في حجه؟

اختلفت الروايات في هذا، والصحيح أنه صلى الله عليه وسلم لم يدخلها في الحج، وإنما دخلها عام الفتح، وأزال ما بداخلها من المخالفات، التي أحدثتها الجاهلية بداخلها، وغسلها بماء زمزم، وطيبها، وذكر الله سبحانه وتعالى فيها في نواحيها، وصلى ركعتين في داخل الكعبة، فهذه سنة.

لما مكنه الله من مكة، أزال صلى الله عليه وسلم ما على الكعبة من الأصنام وما على الصفا والمروة، وحتى داخل الكعبة طهره صلى الله عليه وسلم ؛ عملاً بقوله تعالى: ﴿وَطَهِّرۡ بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [الحج: 26]، فيطهر البيت من النجاسات الحسية، وكذلك من النجاسات المعنوية، وهذا أولى بأن يطهر البيت من الشرك والبدع، هذا أولى من تطهيره من النجاسة الحسية، والكل مطلوب؛ يطهر من النجاسة الحسية، ويطهر من النجاسة المعنوية.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2988)، ومسلم رقم (1329).