×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في كيفية سجوده

ثم كان يكبر ويخر ساجدًا، ولا يرفع يديه ([1])، وكان يضع ركبتيه ثم يديه بعدهما، ثم جبهته وأنفه. هذا هو الصحيح،

****

  ثم كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من القيام بعد الركوع يخر ساجدًا، ولا يرفع يديه كما كان يرفعهما فيما سبق، بأن يسجد ويكبر للانتقال من غير رفع ىدىن.

انحطاطه من القيام إلى السجود أول ما يقع على الأرض ركبتاه، ثم يداه، ثم جبهته وأنفه، وإذا قام من السجود بالعكس، أول ما يرتفع رأسه، ثم يداه، ثم ركبتاه، هذا هديه صلى الله عليه وسلم.

وأما أنه يضع يديه قبل ركبتيه، فهذا محل نظر، لكنه إذا كان يحتاج إلى هذا لكبر سن أو لمرض، فلا بأس أن يضع يديه قبل ركبتيه؛ رفقًا به، أما إذا كان نشيطًا، فإنه على هذا الترتيب، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن بروك كبروك البعير ([2])، والبعير إذا انحط للبروك أول ما يقع على الأرض يداه، مقدمه، ثم ركبتاه، ثم مؤخرته.

نحن نهينا عن التشبه بالبعير، نعاكس هذا، فعند الانحطاط أول ما يقع على الأرض الركبتان، ثم اليدان، ثم الجبهة والأنف، البعير عند القيام بالعكس، أول ما يرتفع مؤخره، ثم ركبتاه، ثم يداه، إذا نظرت إلى البعير، وجدت هذا، وقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن بروكٍ كبروك البعير.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (735)، ومسلم رقم (390).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (840)، والترمذي رقم (269)، وأحمد رقم (8955).