فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في تعظيم يوم الجمعة
وكان
من هديه صلى الله عليه وسلم تعظيم هذا اليوم وتشريفه،
****
«كان من هديه» أي: من سنته صلى الله
عليه وسلم تعظيم هذا اليوم -يوم الجمعة- وتشريفه؛ لما له من الخاصية التي ميزه
الله بها على أيام الأسبوع، فهو سيد الأيام، وعيد الأسبوع، ويوم المزيد، وفيه
فضائل كثيرة، ذكر منها المؤلف ابن القيم رحمه الله ما يزيد على ثلاثين خاصية من
خصائص يوم الجمعة، وذكر المختصرُ -الشيخ- هنا بعضها.
وعلى كل حال فهذا
يوم عظيم، يمر على المسلمين كل أسبوع، فيجب على المسلمين أن يقدروا هذا اليوم، وأن
يعظموه كما عظمه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يخصوه بما ثبت من فضائله وأعماله،
التي تؤدى فيه، ولا يجوز أن يمر كما تمر سائر الأيام، وإن كانت الأيام كلها مواسم
خير ومزرعة للآخرة، لكن الله فضل بعض الأيام على بعض، وفضل بعض الشهور على بعض،
وفضل بعض الساعات على بعض؛ كما ذكر الشيخ رحمه الله في أول الكتاب هذه الآية: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا
يَشَآءُ وَيَخۡتَارُۗ﴾ [القصص: 68]، فهو اختار يوم الجمعة، ووفق له هذه الأمة
دون غيرها من الأمم، فهذه نعمة عظيمة، لا ينبغي أن يمر يوم الجمعة ولا ينتبه له،
ويكون كسائر الأيام.
بل إن بعض الناس ربما يجعل برامج ليوم الجمعة؛ من الرحلات والغفلة والنوم، ومن اللهو واللعب، إلى غير ذلك، وبعض وسائل الإعلام تعد له التمثيليات، وهذا من إملاء الشيطان؛ ليضل الناس عن هذا اليوم.
الصفحة 1 / 664