وتخصيصه
بخصائص، منها: أنه يقرأ في فجره بسورتي «الم تنزيل» و ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ﴾
[الإنسان: 1] ([1])،
****
فيجب أن يعتنى بهذا
اليوم، وأن يستغل بما ينفع المسلمين، وبما ينفع أفرادهم وجماعتهم.
من هذه الخصائص التي
خصه الرسول صلى الله عليه وسلم بها: أنه يقرأ في فجره بـ «الم السجدة» بكاملها في
الركعة الأولى، ويقرأ سورة الإنسان بكاملها في الركعة الثانية، والحكمة في ذلك
-والله أعلم- أن هاتين السورتين اشتملتا على ذكر خلق آدم أبي البشرية، ففيه ذكر
المبدأ، واشتملتا على ذكر يوم القيامة، وما يحصل فيه، وهو ذكر المعاد، هذا هو السر
والحكمة -والله أعلم- في تخصيص هاتين السورتين.
وذكر قيام الساعة -أيضًا- ؛ لأنها تقوم يوم الجمعة بالتذكير بها، وليس المراد -كما يظن بعض العوام- أن المقصود السجدة، ولذلك يظنون أن يوم الجمعة مخصص بسجدة في صلاة الفجر، لا، إنما السجدة جاءت تبعًا للسورة، حتى إن بعضهم إذا لم يقرأ سورة «الم السجدة»، قرأ سورة أخرى فيها سجدة، وهذا غلط. فلم يقرأ صلى الله عليه وسلم سورة السجدة، لأجل أن يسجد عندها، هو صلى الله عليه وسلم يسجد، لكن هذا تبع لقراءة السورة، وكذلك لا يحصل المقصود بأن يقرأ أول سورة السجدة في الركعة الأولى، وأول سورة الإنسان في الركعة الثانية؛ كما يفعله بعض الكسالى، ولا يحصل بهذا المقصود.
([1])أخرجه: البخاري رقم (891)، ومسلم رقم (880).