ومن
هاهنا يعلم اضطرار العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول وما جاء به، فإنه لا سبيل
إلى الفلاح إلا على يديه،
****
«فصل في وجوب معرفة هدي الرسول صلى الله عليه وسلم
» أي: طريقته وسنته، معرفة ذلك ضرورية للمسلم من أجل أن يقتدي به في هديه،
ضرورية وليست من باب الاطلاع فقط؛ أن الإنسان يقرأ سيرته من أجل الاقتداء به صلى
الله عليه وسلم ؛ لأنه هو قدوة المسلمين: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن
كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ﴾ [الأحزاب: 21]،
وكيف تتبعه وتقتدي به وأنت لا تعرف هديه؟ لا يمكن هذا.
لا بد أن تعرف هديه
صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن تعرف هديه، إلا إذا درست سيرته منذ بعثه الله إلى
أن توفاه الله، وما كان عليه في أعماله ودعوته وجهاده؛ حتى تقتدي به صلى الله عليه
وسلم، تحسن الاقتداء به، ولذلك الذين يجهلون هديه يقعون في مخالفات، ويظنون أنهم
على حق، يقعون في البدع والمحدثات، ويظنون أنهم على حق؛ لأنهم لم يعرفوا هديه صلى
الله عليه وسلم، لا يعرفون سنته، ويتبعون العوائد -عوائد الناس وما عليه الناس-،
ولا يرجعون إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه، هذا نتيجة الجهل بهديه صلى
الله عليه وسلم.
بلا شك لا يصل أحد إلى الفلاح وإلى الجنة إلا عن طريق هذا الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ
الصفحة 1 / 664