×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ولا سبيل إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهته، فأي حاجة فرضت وضرورة عرضت، فضرورة العبد إلى الرسول فوقها بكثير.

****

 ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 31- 32]، والذي يريد أن ينال محبة الله له، فليقتدِ برسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه الدليل على الله عز وجل.

 

53 لا أحد يعرف أن هذا العمل طيب أو هذا العمل غير طيب إلا من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ [البقرة: 129]، فما يعرف الطيب والخبيث عن طريق العقل فقط، ولا بد أن يكون عن طريق الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، العقل لا يستقل بمعرفة القبيح والحسن، وإنما العقل يهتدي بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم.

العباد محتاجون ومضطرون؛ لأنهم ضعفاء فقراء إلى الله عز وجل، يحتاجون إلى الطعام، يحتاجون إلى الشراب، يحتاجون إلى الكسوة، يحتاجون إلى الدفء، يحتاجون إلى التبريد، يحتاجون إلى أشياء كثيرة في هذه الحياة، وحاجتهم في الآخرة أشد، فهم مضطرون إلى ما يصلحهم في دينهم ودنياهم، ولذلك بعث الله الرسول صلى الله عليه وسلم، لأجل أن يهديهم إلى الصراط المستقيم، ويبين لهم النافع والضار، والعبادات المشروعة وغير المشروعة، والأخلاق الطيبة والأخلاق الخبيثة. 

الرسول صلى الله عليه وسلم مبين ومبلغ عن الله عز وجل، فحاجتهم للرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب والهواء، وغير ذلك من الضرورات التي تتوقف عليها حياتهم البدنية، هناك حياتان:


الشرح