×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في رجوعه إلى منى

ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى منى، فخطب خطبة بليغة، أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر، وتحريمه، وفضله،

****

  لما فرغ صلى الله عليه وسلم من رمي جمرة العقبة رجع إلى منى.

هذه هي الخطبة الثانية، الخطبة الأولى كانت في عرفة -كما سبق- وهذه هي الخطبة الثانية، وكان قد خطبهم بالمدينة -أيضًا-، خطبهم صلى الله عليه وسلم عند السفر -أيضًا- وبيَّن لهم.

قال صلى الله عليه وسلم يوم النحر: «أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟»، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟»، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: «أَلَيْسَ ذُا الحَجَّةِ؟»، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الحَرَامِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟»، قَالُوا: نَعَمْ ([1]). ففي هذا الحديث حرمة الدماء، وحرمة الأموال، وحرمة الأعراض، وهذه من الضرورات الخمس، التي جاءت الشرائع كلها بحفظها.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1741)، ومسلم رقم (1679).