وحرمة
مكة على جميع البلاد.
وأمرهم
بالسمع والطاعة لمن قادهم بكتاب الله.
****
مكة المكرمة بلد
حرام كما جاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ، فَلَمْ تَحِلَّ لأَِحَدٍ قَبْلِي، وَلاَ
تَحِلُّ لأَِحَدٍ بَعْدِي، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، لاَ
يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ
تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا، إِلاَّ لِمُعَرِّفٍ» ([1]).
وأمرهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة بالسمع والطاعة لمن قادهم بكتاب الله عز وجل،
لولاة المسلمين، ما لم يأمروهم بمعصية، فإن أمروهم بمعصية، فلا طاعة لمخلوق في
معصية الخالق، ولكن تبقى طاعتهم في غير المعصية.
فلا يقال: إنهم إذا
أمروا بمعصية، انحلت بذلك ولاياتهم، لا. لا يوافقون على المعصية، ولكن تبقى طاعتهم
في غيرها من المعروف، فطاعة أولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله؛ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ﴾ [النساء: 59].
فقوله: ﴿وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ﴾ أي: من المسلمين.
قال رسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَطَاعَ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي» ([2]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (1833)، ومسلم رقم (1353).