لما
كان المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات؛ لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها،
****
انتقل المؤلف رحمه الله إلى الركن الرابع من
أركان الإسلام، وهو الصيام.
الصيام في اللغة هو: الإمساك.
فالإمساك عن المشي
يقال: هذا صيام. والإمساك عن الكلام هذا يقال له: صيام؛ كما ذكر الله
تعالى عن مريم أنها قالت لقومها: ﴿إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا﴾ [مريم: 26].
وأما الصيام في
الشرع: فهو الإمساك عن الطعام والشراب، وما في حكمهما من المفطرات من طلوع الفجر
الثاني إلى غروب الشمس مع النية.
فهو إمساك مع نية؛
لأن الصيام عبادة، والعبادة لا تصح إلا بنية، فإذا أمسك عن الطعام والشراب طيلة
يومه، ولم ينو العبادة بذلك، فلا يسمى صيامًا في الشرع، بل يسمى صيامًا في اللغة،
ولا شك أن الصيام شاقٌ على النفوس، وسيبين المؤلف رحمه الله كيفية تشريع الصيام
للأمة.
المسلم يترك مشتهياته؛ طاعة لله سبحانه وتعالى، ويرجو بذلك أن يعطيه الله خيرًا منها في الدار الآخرة، هذا هو قصد الصائم.
الصفحة 1 / 664