وقبول
ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية، ويكسر الجوع والظمأ من حدتها، ويذكرها بحال
الأكباد الجائعة من المساكين.
****
والصيام -أيضًا-
يطهر النفس، ويزكيها.
الجوع والظمأ لا شك
أنهما يكسران من حدة النفس، أما إذا أعطيت ما تشتهي من الطعام والشراب، فإنه يكون
فيها حدة وشدة، وربما تجمح بصاحبها إلى ما لا يجوز، فمن حكمة الله جل وعلا أن شرع
الصيام؛ من أجل كبح جماح النفس الأمارة بالسوء، فهو اختبار من الله سبحانه وتعالى
لعباده.
وكذلك من حكم
الصيام: أنه يذكر الصائم إذا مسه الجوع والعطش، يذكره بحالة المحتاجين، الذين لا
يجدون ما يأكلون، وبحاجة العطشى، الذين لا يجدون الشرب، فيحنو عليهم، ويرقق قلبه
لهم، فهذا من حكم الصيام.
وقد سوى الله في الصيام بين الأغنياء والفقراء، والملوك والصعاليك؛ فكل منهم يصوم طاعة لله سبحانه وتعالى، ففيه مظهر التسوية بين العباد أمام الله سبحانه وتعالى.