بسم
الله الرحمن الرحيم
وبه
الثقة والعصمة، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما
بعد : فإن الله سبحانه وتعالى هو المتفرد بالخلق والاختيار.
****
يستحب للمؤلف أو المتحدث في خطبة أو في كتاب أو
رسالة أن يبدأ ببسم الله، ثم بالحمد لله، ثم بالشهادتين -شهادة أن لا إله إلا
الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله- ؛ اقتداء بالكتاب العزيز، القرآن بدأ بـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في رسائله، وفي
بداية أحاديثه مع أصحابه وجلساته صلى الله عليه وسلم كان يبدأ بالحمد لله
والشهادتين، ثم يدخل على الغرض المطلوب، فالشيخ نحا هذا المنحى، وعمل بهذه السنة.
أما بعد: كلمة يؤتى
بها للفصل بين المقدمة وبين الموضوع، وهي كلمة يقال: إنها هي فصل الخطاب، الذي
آتاه الله لداود عليه السلام: ﴿وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُۥ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ﴾ [ص: 20].
الله جل وعلا هو
المتفرد بالخلق عمومًا، خلق كل شيء، ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ﴾ [الزمر: 62]، فهو
خلق الخير والشر، وخلق الأخيار والأشرار، وخلق المتضادات في الكون، خلقه سبحانه
وتعالى،
الصفحة 1 / 664