×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في من يعطى الصدقة

وكان صلى الله عليه وسلم إذا علم من الرجل أنه من أهلها أعطاه، وإن سأله منها من لا يعرف حاله، أعطاه بعد أن يخبره أنه لا حظ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب ([1]).

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تفريقها على المستحقين في بلد المال،

****

 إذا جاءه واحد يسأله، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم أهو محتاج أم لا؟ فإنه يعظه، وينصحه، ويقول: إن شئت أعطيتك، غير أنه لا حظ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب. ويكِلَه لنفسه.

أي: أنه ليس غنيًا، لكن هو قوي في جسمه، ويقدر على الاكتساب، يقدر على الحرفة، هذا لا يعطى من الزكاة؛ لأنه غنيٌّ بذاته بقوته، هذا يسمى الغني بالقوة.

الزكاة الأصل أنها تكون في البلد الذي فيه المال، لفقراء البلد الذي فيه المال؛ كما في حديث معاذ: «فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ...» الحديث ([2]).

ولأن الفقراء من أهل البلد يتطلعون إلى هذا المال، ولهم حقٌ فيه، فيبدأ بهم، فإذا لم يكن بلد المال فيه فقراء، تنقل إلى أقرب بلد محتاج من بلدان المسلمين.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1633)، والنسائي في الكبرى رقم (2390)، وأحمد رقم (17972).

([2])أخرجه: مسلم رقم (19).