ولما
كسفت الشمس خرج صلى الله عليه وسلم إلى المسجد مسرعًا فزعًا يجر رداءه،
****
انتهى باب صلاة العيدين، وانتقل إلى صلاة
الكسوف، صلاة العيدين فرض كفاية، لا بد من إقامتها، فإذا تركها الجميع، أثموا،
وإذا أقامها من يكفي، بقيت في حق البقية سنة، وسقط عنهم إثم الواجب، أما صلاة
الكسوف، فهي ليست فرضًا، وإنما هي سنة مؤكدة.
والكسوف: هو ما يطرأ
على الشمس من ذهاب ضوئها، والخسوف: ما يطرأ على القمر من ذهاب ضوئه، وهذا بإذن
الله -سبحانه- وتقديره، وربما يكون منبهًا للناس ليتوبوا إلى ربهم، إذا حدث للشمس
هذا التغير، مع حاجتهم إلى الشمس، وحاجتهم إلى منافعها، ثم تحتجب عنهم، هذا يخشى
أن يكون منذرًا بحدوث عذاب.
فيجب على المسلم أن
يخاف عند حدوث الكسوف، وعند حدوث خسوف القمر، فهما آيتان من آيات الله، يخوف الله
بهما عباده؛ لئلا يكون هذا التغير منذرًا بعذاب يحدث بعده، ولم يحصل الكسوف في
عهده صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة، كسفت الشمس في عهده صلى الله عليه وسلم،
وأما القمر، فلم يحدث له خسوف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكنه قال: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، وَإِنَّهُمَا لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَإِذَا كَانَ ذَاكَ فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى تُكْشَفَ
الصفحة 1 / 664