****
قال رحمه الله: «وأما هديه»؛ أي: سنته.
«في الأضاحي»: جمع أضحية، وهي ما
يذبح في يوم العيد، أو يوم التشريق؛ تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى بذبح هذه
الأضحية.
الذبح إذا أريد به
التقرب، صار عبادة من أنواع العبادات، بل إن الله عز وجل قد قرنه بالصلاة؛ قال
سبحانه: ﴿فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ﴾ [الكوثر: 2].
فقوله: ﴿وَٱنۡحَرۡ﴾؛ أي: انحر له
-سبحانه-، لا لغيره.
وقال تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي
وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢ ل لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-
163].
فقوله: ﴿وَنُسُكِي﴾ أي: الذبيحة، فقرن
الله عز وجل الذبح مع الصلاة.
وهو الذبح الذي يراد
به التقرب إلى الله، فهو نوع من أنواع العبادة؛ فلا يجوز أن يذبح لغير الله تقربًا
إليه؛ كالذين يذبحون للقبور وللأضرحة، أو يذبحون للجن؛ من أجل اتقاء شرهم، أو غير
ذلك من المقاصد، فلا يجوز الذبح لغير الله عز وجل على وجه التقرب.
وأما الذبح من أجل
الأكل، فهذا مباح؛ إذا كان قصده بذلك الأكل، أو بيع اللحم، فهذا من المباحات.
وأما الذبح على وجه
التقرب، فلا يكون إلا لله سبحانه وتعالى، فمن ذبح لغير الله، فقد أشرك الشرك
الأكبر، الذي يخرجه من الملة.
والذبائح التي يقصد بها التقرب إلى الله عز وجل منها: الأضحية والعقيقة، وقد سبق من أنواع الذبائح التي يتقرب به إلى الله الهدي، هذه كلها عبادة من أنواع العبادة.
الصفحة 1 / 664