×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وأمر الناس بأخذ مناسكهم عنه،

****

فلا يتهاون بولاة الأمور، لا تهاون بشأنهم، حتى وإن أخطؤوا في بعض الأمور، نتجنب خطأهم، ولكن نلتزم بطاعتهم والسمع والطاعة لهم بالمعروف؛ من أجل جمع كلمة المسلمين، وعدم التفرق والاختلاف؛ فإن الاجتماع لا يحصل إلا بولي الأمر، فلا يقال: إن اجتماع المسلمين يحصل إن لم يكن هناك ولي الأمر. هذا مستحيل، لا يجتمع المسلمون، إلا تحت ولي أمر يجمعهم، ويحكمهم، ويأمرهم، ويدبر شئونهم، ويدافع عنهم، فلا بد من ولي الأمر، هذا أمر ضروري.

ولذلك لما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجهزوه، ولم يغسلوه، ولم يكفنوه، أو يصلوا عليه، ويدفنوه، حتي بايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه، أقاموا الخليفة بعده، أولاً: انشغلوا بتنصيب الخليفة؛ من أجل ألا تتفرق الكلمة، ثم اتجهوا إلى تجهيز الرسول صلى الله عليه وسلم.

أمر صلى الله عليه وسلم الناس أن يتعلموا مناسكهم منه صلى الله عليه وسلم ؛ قال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([1])؛ أي: تعلموا مني، وافعلوا مثل فعلي.

فيجب أن يكون الحج والعمرة على وفق ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً؛ مثلما قال صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» ([2]).

ومثل قوله تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ [الأحزاب: 21]، وفي هذا رد على المبتدعة، الذين يحدثون في الدين ما ليس منه، وليس من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1297).

([2])أخرجه: البخاري رقم (6008).