وما
ظنك بمن إن غاب عنك هديه وما جاء به طرفة عين، فسد قلبك، ولكن لا يحس بهذا إلا قلب
حي، وما لجرح بميت إيلام.
****
حياة بدنية، وهذه بالطعام
والشراب والهواء.
وحياة قلبية روحية، وهذه لا تكون إلا
بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن الحياة القلبية والروحية أعظم من حياة
البدن.
إذًا: فحاجتهم إلى
الرسول أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب وما يبقي عليهم حياتهم.
«وما ظنك بمن إن غاب
عنك هديه»، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه يفسد قلبك؛ لأنه يعمل على غير هدى،
تكون في ظلام، لا تدري أين تسير، والرسول صلى الله عليه وسلم هو السراج المنير،
الذي يضيء لك الطريق.
لا يحس بالضرورة إلى
هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ويعرف حاجته إليه، إلا القلب الحي، الذي فيه حياة،
أما القلب الميت، فإنه لا يحس بهدي الرسول، وليس له قيمة عنده، هذا ميت، والشاعر
يقول:
مَنْ يَهُنْ
يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيه*** ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ
فأنت لو جئت على ميت، وجرحته، وضربته، ما يحس بهذا؛ لأنه ميت، «ما لجرح بميتٍ إيلام»، وهكذا القلب الميت، ما يحس بالضرورة إلى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، ما يحس بالضلال، ما يحس بالكفر والشرك، ما يحس بشيء؛ لأنه ميت.