وإذا
كانت السعادة معلقة بهديه صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من أحب نجاة نفسه أن
يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرجه به عن خطة الجاهلين. والناس في هذا بين مستقل
ومستكثر ومحروم،
****
إذا كان كذلك، فإنه يجب علينا أن ندرس هدي
النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، من أجل أن نقتدي به، ولذلك عُني العلماء بتدوين
سيرته صلى الله عليه وسلم من أول ما بعثه الله إلى أن توفاه الله، دونوها لأجل
الاقتداء به صلى الله عليه وسلم، ولا يكفي أنَّا ما ندرس سيرته إلا ليلة المولد
-كما يفعله المبتدعة-، بل يجب علينا أن تكون سيرته حاضرة في كل وقت، نتذكرها،
ونتذاكرها، وندرسها في كل وقت، ليس في يوم معين، ولا في أيام معينة -أيام مولده-،
يقولون: ندرس سيرة الرسول يوم المولد، وأما طوال العام، ما يدرون عنها، هذا ما
يفيدهم شيئًا.
مستقل من معرفة هديه صلى الله عليه وسلم، ما عنده من ذلك إلا القليل، ومنهم مستكثر من هدي الرسول، ومتبحر في معرفة هديه صلى الله عليه وسلم، ومنهم محروم نهائيًا، ما يعرف هديه صلى الله عليه وسلم ولا ما جاء به، وكأنه مرسل إلى غيره، ولهذا المبتدعة يقولون: إن هذا للعوام. معرفة أمور الشرع والكتاب والسنة هذه للعوام، أما نحن، فلسنا بحاجة للرسول، وصلنا إلى الله، فلسنا بحاجة إلى الرسل.